تصاعدت المخاوف الدولية مع تكرار الإشارات إلى طوربيد “بوسيدون” المسير الذي أعلنت عنه روسيا، حيث يصنف هذا السلاح ضمن فئة الأسلحة النووية الاستراتيجية غير التقليدية، مما يمثل تحولًا نوعيًا في مفاهيم الردع البحري والعسكري.
بوسيدون هو طوربيد تحت سطحي مسير يعمل بمحرك نووي صغير يوفر له دفعًا مستمرًا، ويُطلق من غواصة تقليدية أو منصة بحرية، وقد صنفته تقارير عسكرية ووسائل إعلام غربية وروسية كسلاح نووي استراتيجي جديد.
يعتمد بوسيدون على إمداد نووي مستمر، مما يسمح له بالبقاء في البحر لفترات طويلة، والتحرك لمسافات شاسعة دون الحاجة إلى التزود بالوقود، ويتميز بقدرته على التوجيه عن بُعد لمسافات تصل إلى آلاف الكيلومترات.
تشير التحليلات إلى أن الطوربيد قادر على بلوغ سرعات مرتفعة تحت الماء، ويتميز بمناورة يصعب اكتشافها بواسطة أنظمة الرصد التقليدية، كما يُقدّر أنه قادر على حمل رؤوس نووية عالية القدرة، مما يجعله قادرًا على إحداث موجات تسونامي محملة بإشعاع نووي لاستهداف مناطق ساحلية كبيرة، وهو ما ينذر بآثار إنسانية وكارثية محتملة.
أما بالنسبة للمدى والسرعة، فإن بوسيدون يمتاز بمدى عملي شبه غير محدود من حيث التزود بالطاقة، وسرعة قد تصل إلى عشرات العقد، كما يمكن التحكم فيه عن بُعد أو برمجيًا من مسافات بعيدة، مما يمنح مشغليه القدرة على تغيير الوجهة أو المهمة أثناء الإبحار.
يختلف بوسيدون عن الصواريخ التقليدية في أنه يمكنه البقاء مختبئًا تحت البحر لفترات طويلة ثم الظهور قرب الأهداف الساحلية، مما يجعل رصده واعتراضه أكثر صعوبة مقارنة بالصواريخ الباليستية التقليدية.
وفي هذا السياق، أشار نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف إلى أن طوربيد “بوسيدون” يمكن اعتباره سلاح يوم القيامة بمعناه الكامل، نظرًا لقدرته التدميرية الهائلة وتفوقه النوعي على الأسلحة التقليدية وحتى النووية الأخرى، حيث أوضح مدفيديف عبر قناته على منصة “ماكس” أن “بوسيدون” يختلف عن الصاروخ المجنح بوريفستنيك، الذي يمتلك هو الآخر قدرات استثنائية، لكنه لا يرقى من حيث التأثير الشامل إلى ما يمثله “بوسيدون” من تهديد استراتيجي للبشرية.

تعليقات