 
							أفادت صحيفة “واشنطن بوست” بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يتطلع إلى هدية واحدة خلال زيارته إلى آسيا، وهي لقاء مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، إلا أن هذه الأمنية لم تتحقق، ورغم الاحتفاء الكبير الذي حظي به ترامب خلال جولته التي استمرت أسبوعًا، فإن غياب هذا اللقاء شكل خيبة أمل له.
أشارت الصحيفة إلى أن ترامب وصف قمة عالية المستوى مع الصين بأنها “اجتماع رائع”، وأعلن عن زيارة مرتقبة إلى الصين في الربيع، كما شهدت زيارته أيضًا إعلان أول رئيسة وزراء يابانية عن ترشيحه لجائزة نوبل للسلام، حيث استقبل بحفاوة كبيرة من الجنود عند وصوله إلى حاملة الطائرات الأمريكية جورج واشنطن، في مشهد يذكر بدخول نجم موسيقي إلى ملعب.
ورغم تلك الأجواء الإيجابية، كان الاجتماع مع كيم سيتيح لترامب فرصة لإعادة إحياء العلاقة الجيدة التي نشأت بينهما في ولايته الأولى، حيث سعى ترامب بشكل علني إلى لقاء كيم، وهو ما عكس أسلوبه الدبلوماسي القائم على الشخصية ورغبته في رؤية صديقه القديم، غير أن مشاعر كيم لم تكن متبادلة، حيث لم يظهر أي اهتمام من الجانب الكوري الشمالي خلال الجولة.
وفي عام 2019، بعد أن أعرب ترامب عن رغبته في الاجتماع مع كيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تم ترتيب لقاء سريع بينهما، لكن تغيرت الديناميكيات منذ ذلك الحين، خاصة بعد بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث أصبح كيم أقل اهتمامًا بتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة وبدأ يميل نحو تعزيز علاقاته مع روسيا والصين.
ورغم هذه التحولات، لم يفقد ترامب الأمل في لقاء آخر مع كيم، حيث طلب من الصحفيين خلال رحلته في آسيا نقل رسالة مفادها أنه “مستعد” للقيام بزيارة، وفي مناسبة أخرى، أبدى استعداده لتمديد رحلته إذا أتيحت له الفرصة للقاء الزعيم الكوري.
ووفقًا للصحيفة، فإن إعجاب ترامب بكيم لا يزال واضحًا، لكن من غير الواضح ما إذا كان موقف كوريا الشمالية المتحفظ سيؤثر على سياسة ترامب تجاهها، حيث أمر ترامب مؤخرًا بإجراء تجارب على الأسلحة النووية، مشيرًا إلى رغبته في التنافس مع روسيا والصين في هذا المجال.
وفي خطاب ألقاه الشهر الماضي، أكد كيم أنه لن يتخلى عن ترسانته النووية، حتى في ظل عرض الولايات المتحدة رفع العقوبات، مشددًا على أنه مستعد لمناقشة “التعايش السلمي” شريطة أن تتخلى الولايات المتحدة عن “هوسها بنزع السلاح النووي”.
بينما يظل ترامب متفائلًا بتحسن العلاقات، حيث وصف كوريا الشمالية بأنها “قوة نووية”، مما يشير إلى احتمال تغيير في السياسة الأمريكية نحو الابتعاد عن الضغط على بيونج يانج للتخلي عن ترسانتها النووية.

 
تعليقات