هل تمتلك روسيا القدرة على إسقاط صواريخ توماهوك الأمريكية؟

هل تمتلك روسيا القدرة على إسقاط صواريخ توماهوك الأمريكية؟

رغم قدرة روسيا على إسقاط بعض صواريخ توماهوك الأمريكية، فإن هناك صواريخ أخرى قد تتمكن من اختراق دفاعاتها الجوية، مما دفع الكرملين إلى التحذير من “عواقب وخيمة” في حال قررت واشنطن تزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ، وفقاً لمجلة The National Interest، وفي هذا السياق، يواصل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الإشارة إلى ميله لتسليم دفعة من صواريخ توماهوك، وهي خطوة قد تعقّد أي اتفاق سلام محتمل مع موسكو لإنهاء النزاع في أوكرانيا.

أوضح محللون أمريكيون ضرورة التعامل بواقعية مع فعالية صواريخ توماهوك في مواجهة خصم متقدم تكنولوجياً مثل روسيا، فهذه الصواريخ ليست عصية على منظومات الدفاع الجوي الروسية، وقد أثبتت التجارب السابقة، التي تعود لأكثر من 25 عاماً، أن موسكو طورت قدراتها الدفاعية بشكل كبير منذ ذلك الحين، حيث تمكنت أنظمة الدفاع الروسية من رصد وإسقاط صواريخ توماهوك خلال عملية “القوة المتحالفة” التي شنها حلف الناتو ضد يوغوسلافيا في عام 1999، رغم أن الإمكانيات الصربية كانت ضعيفة مقارنة بروسيا.

وعلى الرغم من نفي واشنطن رسمياً أن تكون المنظومات الدفاعية الصربية وراء إسقاط تلك الصواريخ، فإن تحليلات مستقلة أظهرت أن مزيجاً من الرادارات وصواريخ أرض–جو والمدفعية والتدابير الإلكترونية ساعد القوات الصربية على اعتراض عدد من الصواريخ، ويمكن للمنظومات الدفاعية مثل S-125 Neva/Pechora و2K12 Kub والأنظمة الأقدم، مثل S-75/SA-2، استهداف الأهداف منخفضة الارتفاع في ظروف معينة إذا تم توجيهها بشكل صحيح عبر الرادار، كما أن تشغيل الرادارات بكفاءة يمكن أن يحسن من إمكانية الكشف المبكر والاعتراض، بالإضافة إلى أن استخدام الحرب الإلكترونية قد يؤدي إلى انحراف الصواريخ أو فشلها في إصابة أهدافها.

خلال حرب 1999، استخدمت القوات الصربية وسائل حرب إلكترونية لتعقيد عمليات الناتو، ورغم الجدل حول تأثيرها على صواريخ توماهوك، فإن وجود أنظمة ملاحة بالقصور الذاتي داخل بعض الصواريخ لا يلغي تماماً قابليتها للتشويش، وإذا تمكنت صربيا من ذلك بتقنيات سوفييتية قديمة، فلا شك أن روسيا اليوم لديها القدرة على إسقاط صواريخ مماثلة بسهولة أكبر، كما تشير مجلة The National Interest.

تمتلك روسيا منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات تضم أجهزة استشعار ورادارات متكاملة مع مستويات مختلفة من صواريخ الاعتراض، وتستخدم موسكو أيضاً أساليب “القتل الناعم” عبر الحرب الإلكترونية، مثل التشويش والخداع، لتعطيل أنظمة التوجيه والاتصالات وإشارات GPS الخاصة بالصواريخ، ومن الطبيعي أن تكون موسكو قد استعدت مسبقاً لمواجهة أي هجمات محتملة إذا تم تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك، حيث أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف لن تستخدم هذه الصواريخ إلا لتحقيق أهداف عسكرية، وليس لمهاجمة المدنيين في روسيا.

من المتوقع أن تستهدف الصواريخ مناطق استراتيجية، غير أن روسيا قادرة على توقع اتجاه بعض تلك الضربات وتفعيل خطط لتعزيز حماية أصولها الحيوية، بالإضافة إلى إنشاء شبكات اتصالات ومستشعرات احتياطية للحفاظ على الوعي الميداني في حال تعطّل بعض المراكز الأساسية.

رغم أن صواريخ توماهوك تعتبر قديمة نسبياً، إلا أنها لا تزال سلاحاً فعالاً للغاية، فهي تحلق على ارتفاعات منخفضة وتستفيد من طبيعة التضاريس لتفادي الكشف المبكر، ويمنحها مقطعها الراداري الصغير وسرعتها دون الصوتية وقتاً ثميناً قبل أن تتمكن الدفاعات من رصدها، كما أن إطلاقها في موجات كثيفة من اتجاهات متعددة يمكن أن يربك الدفاعات الجوية المحدودة، ولأن المصممين الأمريكيين يدركون قدرات روسيا الدفاعية، فقد زودوا توماهوك بأنظمة ملاحة مزدوجة GPS وINS وإجراءات مقاومة للتشويش، مما يزيد من صعوبة التصدي لها إلكترونياً.

لذا، تعتبر موسكو أي قرار أمريكي بتزويد كييف بصواريخ توماهوك تصعيداً خطيراً يستدعي رداً مباشراً وفورياً ضد أهداف تابعة للناتو أو للولايات المتحدة.

Google News تابعوا آخر أخبار أحداث اليوم عبر Google News