إدارة بايدن تستغل أزمة الطيران للضغط على الديمقراطيين من أجل إنهاء الإغلاق الحكومي

إدارة بايدن تستغل أزمة الطيران للضغط على الديمقراطيين من أجل إنهاء الإغلاق الحكومي

تعمل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على زيادة الضغط على الديمقراطيين من أجل إعادة فتح الحكومة الفيدرالية، مستفيدة من الأزمة المتزايدة في قطاع الطيران الأمريكي، حيث دخل الإغلاق الحكومي شهره الثاني، مما أثر بشكل كبير على الموظفين والعاملين في القطاعات الحيوية، فهناك حوالي 700 ألف موظف فيدرالي يعتبرون “أساسيين” ويجبرون على العمل دون أجر خلال فترة الإغلاق، ورغم أن مراقبي الحركة الجوية يمثلون أقل من 2% من هذا العدد، فإن معاناتهم حظيت باهتمام خاص بسبب تأثيرها المباشر على حركة الطيران وسلامة المسافرين، وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”.

وفي هذا السياق، أشار نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس إلى أن الاضطرابات في الرحلات الجوية قد تتفاقم إذا قرر المراقبون المنهكون وعمال الطيران الآخرون التوقف عن العمل احتجاجا على عدم تلقي رواتبهم، محذرًا من إمكانية تحول الأمر إلى كارثة، فالكثير منهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ ثلاثة أو أربعة شيكات، مما يثير تساؤلات حول عدد الذين سيتوقفون عن العمل، خاصة بعد أن فقد المراقبون الجويون أول راتب لهم هذا الأسبوع، مما زاد من القلق داخل القطاع، وأكد فانس أن الجميع هنا يشعر بالقلق من احتمال زيادة التأخيرات والضغط على من يديرون النظام الجوي، مما سيؤدي إلى مشكلات متزايدة للمسافرين والعاملين.

على الرغم من هذه التحذيرات، إلا أن تأثير الإغلاق حتى الآن كان محدودًا نسبيًا، حيث أقر وزير النقل الأمريكي شون دافي في مؤتمر صحفي بمطار لاجوارديا بأن الاضطرابات أقل من تلك التي شهدها القطاع خلال الإغلاق الحكومي السابق، لكنه أضاف أن النظام الجوي الأمريكي لا يزال هشًا، إذ يعاني من نقص حوالي 3 آلاف مراقب عن العدد المطلوب لتشغيله بكفاءة، وبحسب بيانات شركة “سيريوم” لتحليلات الطيران، فإن أداء القطاع خلال الأسابيع الأولى من الإغلاق كان متوسطًا إلى جيد، مع تغير طفيف في حركة المطارات الكبرى، حيث كانت معظم الاضطرابات مرتبطة بعوامل الطقس في شمال شرق البلاد أكثر من ارتباطها بنقص العمالة.

كما كشفت بيانات إدارة الطيران الفيدرالية عن تباين كبير في نسبة التأخيرات المرتبطة بنقص الموظفين، إذ بلغت 53% من مجمل التأخيرات في يوم 7 أكتوبر، قبل أن تنخفض في اليوم التالي إلى 4% فقط، مقارنة بمتوسط 5% قبل الإغلاق، ويرى المحللون أن شركات الطيران كانت محظوظة نسبيًا لأن الإغلاق وقع خلال فترة موسمية هادئة عادة بالنسبة للقطاع، حيث ساهم الطقس المعتدل في أكتوبر في تقليل الاضطرابات، وقد أشار هنري هارتفيلدت، محلل الطيران ورئيس مجموعة “أتموسفير للأبحاث”، إلى أن شركات الطيران عادةً ما تقلص رحلاتها في هذه الفترة لتجنب فائض العرض وخفض الأسعار.

على الرغم من ذلك، شهدت بعض المطارات الرئيسية نقصًا في العاملين هذا الأسبوع، بما في ذلك مطار لوس أنجلوس الدولي خلال عطلة نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى عدة مطارات أخرى مثل مطار ريجان في واشنطن ومطار أوهير في شيكاغو، مما أدى إلى تأخيرات ملحوظة، وأظهرت بيانات “سيريوم” مؤشرات على تباطؤ واسع في النظام الجوي، مع زيادة الإلغاءات في مطارات نيويورك الثلاثة الكبرى ومطار بوسطن لوجان الدولي، مما يعكس تصاعد الضغوط بشكل منهجي.

من ناحية أخرى، أشار الوزير دافي ومسؤولون آخرون إلى أن تداعيات الإغلاق تتجاوز مجرد تأخير الرحلات، حيث تشير تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد يخسر ما بين 7 و14 مليار دولار بسبب توقف برامج الإعانات الغذائية وتأخر صرف رواتب الموظفين الفيدراليين، وأوضح دافي أن العديد من مراقبي الحركة الجوية يمكنهم الصمود بعد أول راتب مفقود لأنهم يمتلكون خبرة طويلة، لكن هناك آخرين من الجيل الجديد ما زالوا في التدريب ولا يستطيعون تحمل هذه الظروف، محذرًا من أن نقص الكوادر أو التشتت الذهني في أبراج المراقبة سيؤدي إلى إبطاء عمليات الإقلاع والهبوط في مختلف المطارات.

كما أعرب الوزير عن قلقه من تأثير الإغلاق على خطة الإدارة لتوظيف وتدريب مراقبين جدد في إطار تحديث نظام الملاحة الجوية الوطني، مشيرًا إلى أن تمويل أكاديمية المراقبين في أوكلاهوما سيعاني من نقص قريب، مما قد يدفع بعض المتدربين إلى العدول عن الالتحاق بالوظيفة، لافتًا إلى أن بعض المتدربين في الأكاديمية أو المقبولين في الدفعة القادمة قد قرروا الانسحاب، وهو تأثير بدأ يظهر بالفعل.

Google News تابعوا آخر أخبار أحداث اليوم عبر Google News