يواجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ضغوطًا متزايدة من منتقديه نتيجة الانقطاعات المتكررة للكهرباء والتدفئة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وما يحمله من زيادة في أحمال الطاقة، بينما تواصل القوات الروسية هجماتها على البنية التحتية للطاقة في البلاد، ويخشى زيلينسكي من ردود فعل غاضبة من الشعب بسبب تلك الانقطاعات المحتملة، محاولًا إلقاء اللوم على جهات أخرى.
وفي تقرير نشرته مجلة بوليتيكو، أشار الرئيس السابق لشركة الطاقة الوطنية الأوكرانية فولوديمير كودريتسكي إلى أنه أحد الأهداف التي يسعى مكتب الرئيس لتحميلها المسؤولية، كودريتسكي، الذي ترأس شركة يوكرين إرجو حتى استقالته العام الماضي بسبب الصراعات السياسية، توقع أن تواجه أوكرانيا شتاءً صعبًا للغاية تحت وطأة القصف الروسي المستمر، محملاً الحكومة مسؤولية تفاقم الوضع بسبب سلسلة من الأخطاء وسوء التقدير.
التوتر بين كودريتسكي وفريق زيلينسكي تصاعد مؤخرًا، حيث وُجهت إليه تهمة الاختلاس، وهو ما أثار موجة من الاستنكار من قبل المجتمع المدني والمعارضة الأوكرانية، إذ اعتبر البعض أن هذه الاتهامات تمثل مثالًا على استخدام القانون كأداة لتخويف المعارضين وإسكات المنتقدين، وأكد كودريتسكي أنه لا يشك في أن تلك الاتهامات لم تكن لتتقدم دون موافقة مكتب الرئيس، مشيرًا إلى أنها جاءت بأوامر من زيلينسكي نفسه، في حين لم يرد المكتب الرئاسي على طلبات التعليق.
قبل اعتقاله، أشار كودريتسكي إلى استهدافه من قبل قنوات مجهولة على تطبيق تيليجرام تدعم مكتب الرئيس، مدعيًا أنه يتعرض لحملة تشويه تهدف إلى تقويضه، بعد إطلاق سراحه بكفالة، وصف التهم الموجهة إليه بأنها لا أساس لها من الصحة، مؤكدًا أنها تهدف إلى ترويج فكرة مسؤولية شخصه عن الفشل في إعداد نظام الطاقة لفصل الشتاء، رغم أنه لم يعد يعمل في يوكرين إرجو منذ أكثر من عام، مضيفًا أن الحكومة تخشى رد فعل شعبي غاضب هذا الشتاء.
وذكر كودريتسكي أن تحديات الطاقة التي تواجهها أوكرانيا ستتفاقم مع انخفاض درجات الحرارة بسبب فشل الحكومة في تنفيذ خطة قدمها لزيلينسكي قبل ثلاث سنوات، والتي كانت تهدف إلى لامركزية توليد الطاقة والابتعاد عن الاعتماد على المحطات المركزية القديمة التي تعد أهدافًا سهلة للهجمات الروسية.

تعليقات