سادت أجواء من الفرح والاحتفال بين المسلمين في نيويورك بعد إعلان فوز زهران ممدانى في انتخابات عمدة المدينة، ليصبح بذلك أول مسلم يتولى هذا المنصب التاريخي، حيث تجمع مئات المسلمين في المقاهي والمطاعم الحلال بأستوريا وكوينز، يتبادلون الأحاديث بلغات متعددة مثل الإنجليزية والعربية والبنغالية، معبرين عن دهشتهم وفرحتهم بهذا الإنجاز الذي كان يبدو بعيد المنال في السابق، وقد وصفت فاطمة خان تلك اللحظة بأنها خيالية، معبرة عن عدم تصديقها لفوز ممدانى.
عند أداء زهران ممدانى اليمين الدستورية في الأول من يناير المقبل، سيصبح أبرز مسؤول مسلم منتخب في الولايات المتحدة، ويعتبر فوزه نقطة تحول مهمة للمسلمين في نيويورك الذين عانوا من شعور بالتهميش في مجالات عدة من الحياة العامة، ومع انتخابه، لم يعد المسلمون جزءًا من البنية السياسية للمدينة فحسب، بل أصبح لديهم ممثل في أعلى المناصب.
حقق ممدانى نحو مليون صوت، أي ما يقرب من نصف العدد الإجمالي للناخبين الذين تجاوز عددهم مليوني ناخب، وهو أعلى إجمالي في سباق انتخابات عمدة مدينة نيويورك منذ أكثر من خمسين عامًا، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
تميزت حملة ممدانى بفاعليتها في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى النشاط السياسي التقليدي، حيث أرسل آلاف المتطوعين لطرق الأبواب في المناطق ذات الكثافة السكانية المسلمة في كوينز مثل أوزون بارك وجامايكا وحى كينسينجتون في بروكلين ومنطقة باركشيستر في برونكس، ووصلت الحملة إلى الناخبين باللغات العربية والبنغالية والأردية، مما جعل العديد من الناخبين المسلمين من أصل جنوب آسيوي من أبرز مؤيديه.
حرص ممدانى على التواصل مع الجالية المسلمة، حيث قام بزيارات لأكثر من خمسين مسجدًا، وفي إحدى اللحظات البارزة خلال حملته، نشر صورة له وهو يتناول طعام الإفطار في رمضان على متن قطار، وقد كانت هذه اللقطة تعبيرًا عن إيمانه وثقافته اليومية، مما أضفى شعورًا بالاهتمام على المسلمين في نيويورك الذين نادرًا ما شعروا بأنهم محل اهتمام من قبل المرشحين.

تعليقات